صالح العتيبي ـ صحيفة الراصد
اخواني واخواتي ضربت أم جزائرية أصدق مثال على الرحمة بالأبناء، وذلك عندما أقدمت وهي
تفارق الحياة
على الدعاء لابنها الذي جاءت وفاتها على يديه بعدما ذبحها بخنجر عقب إصابته بحالة من
الهياج العصبي.
ولفظت الأم أنفاسها الأخيرة يوم الأحد 16 أغسطس الجاري بمستشفى العلمة متأثرة بطعنات
وجهها لها الابن بالرقبة والبطن.
وفي مشهد تأثر له الطاقم الطبي المعالج لها رددت الأم كلمات الدعاء لابنها بالمغفرة وسامحته
على فعلته، عندما استفاقت من غيبوبتها قبل أن تفارق الحياة. بحسب جريدة "الشروق"
الجزائرية.
وترجع وقائع هذه الجريمة البشعة التي وقعت ببلدية بازر سكرة (شرق الجزائر) إلى يوم
الجمعة 14 أغسطس الجاري عندما أقدم الابن 36 عاما إثر لحظة هياج عصبي على ذبح أمه
العجوز بخنجر مرره على عنقها، ثم وجه إليها طعنة على مستوى الكبد نقلت على إثرها إلى
المستشفى.
ورغم أن دماء الأم كانت تسيل من جروحها لم تفقد حنانها الفطري ورحمتها بابنها الذي أقدم
على هذه الجريمة، فقد ظلت تدعو له حتى فارقت الحياة.
ويزيد عدد الأبناء الذين يقفون أمام العدالة بسبب ممارسة العنف ضد الآباء والأمهات على
ستة آلاف متهم منذ بداية العام الحالي، ويوجد جميعهم رهن الحبس المؤقت، وفقا لإحصائيات
وزارة العدل الجزائرية.
ولا يمثل هذا العدد الكبير -وفقا لدراسة نشرها موقع "إسلام تايم" في 11 مايو 2008- سوى
نسبة ضئيلة فقط من العدد الحقيقي للقضايا التي تحدث يوميا لاعتبارات اجتماعية، ولا تصل إلى
أروقة المحاكم.