فتى الجبل
عدد المساهمات : 788 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| موضوع: الليلة الرابعة من محاضرات سماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ الأربعاء مارس 10, 2010 4:17 pm | |
| سلسلة محاضرات الخطيب الحسيني سماحة الشيخ عبدالرضا معاش الزمان :: محرم – 1431 هـ - 19-12-2009 م الليلة :: الرابعة المكان:: حسينية القصاب – المنامة ( مملكة البحرين) عنوان المحاضرة :: العبودية الحقيقية طريقك الى النور بسم الله الرحمن الرحيم (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوايُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواأَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) البقرة:257حينما يتجه الإنسان إلى عبادة الله عملياً إنما يسيرُ نحو الإنسجام .. الإنسجامُ مع نفسهِ .. نوازعهُ الداخلية .. مع الناس والكون . لأن العبادةُ العملية إنما توجه الإنسان إلى بوتقته الحقيقية في الحياة الدنيا .. فالإنسان الذي ينفر من التكوين للحياة إنما يبتعد عن الله تبارك وتعالى .. بينما الإنسان الذي يسير عمليا بعبادته انما يسير نحو الانسجام العملي كشأن السفينة عندما يوجه شراعها باتجاه الريح فإنها تسير في الاتجاه الصحيح .. كما أن الجسد لو أُعطي طعاماً صحيا إنما ينسجم ذلك الطعام مع الجسد فيؤدي إلى النتيجة المطلوبة التي تُسمى ( الإنسجام) . لماذا الانسان كثيراً ما يشعر بالازمات سواء الأزمات الجسدية أو الروحية ؟!لأنه انفلت عن الطريق السوي وإلا فالإنسان الذي يسير وفق المنهج الصحيح هذا انساناً يعيش حالة من الانسجام الجسدي والروحي هذا الانسجام ناتج عن النظرة الواقعية للأمور. العبودية الحقيقية تؤدي الى الانسجام والانسجام يؤدي الى حقيقة تسمى (النظرة الواقعية للأمور ) لأن الذي لا يسير وفق انسجام الروح والجسد لا يتمكن أن يقيم الامور لأن تقييمه للأمور يكون تقييم خاطئ . الآن لو نظرنا إلى هذا التقييم الحقيقي في حياة الانسان ماذا يعني؟يعني ان الانسان يصل الى ( عالم النور) هذه النتيجة . اذن العبودية توصلنا إلى الانسجام والانسجام يوصلنا إلى النظرة الواقعية .. والنظرة الواقعية توصلنا إلى النور . لماذا الإنسان بحاجة إلى النور ؟!لأن الظلمات موجودة والظلمات على اقسامٌ متعددة ظلمات الجسد .. ظلمات الروح .. ظلمات الفكر.. ظلمات العقيدة هذه الاقسام الاربعة للظلمات التي تهجم على الانسان فتراه لا يبصر طريقه فلا ينظر الى المستقبل ولا ينظر الى حاضره فإذا ما وقع في أزمة لا يتمكن ان يخرج نفسه منها لأنه ينظر من عالم الظلمات . لماذا ينظر من هذا العالم ؟ عالم الظلمات ؟! ان ارتكاب الإنسان للمعاصي يبعده عن الطريق الحق .. فإذا ما اغتاب الانسان اخيه المؤمن .. واذا ما عمل نميمة .. أو ارتكب الفاحشة نعوذ بالله .. أكل حراماً .. أو أي عمل قام به في معصية الله عز وجل فإنه ساعد على تحصيل عوامل الظلمة في واقعه . و واقعاً أن المعصية تبدأ من الظلمة ، فلو كان هنالك نوراً في قلبه وانسجاماً بين جسده وروحه لما ابتعد عن الطريق القويم فالخطأ ينبع من الظلمة .. نبي الله يونس ( ذو النون) مثالا ::يذكر القرأن نبي الله يونس عليه السلام وحكايته مع قومه ، إذ دعاهم إلى توحيد الله تبارك وتعالى أربعين عاما فلم يجيبوه وكم يحتاج الإنسان إلى الصبر في مثل هذه القضايا فأن يُطيل الانسان باله على انسان طالما شرح له فكرة التوحيد وهو يأبى إلا أن يكون في ظلاله أمر يحتاج إلى رحابة صدر وهدوء الروح .. فنحن اليوم إذا حاولنا هداية أحد الأصدقاء ولم ننجح في استمالة قلبه للإيمان نبقى نحاول معه شهر .. شهرين .. ثلاثة .. إلى أن نسأم الوضع ونتركه .. فكيف بنبي الله يونس يأمر قومه بعبادة الله لمدة أربعين عاما وهم لا يجيبوه .!. عاكفون على أصنامهم يعبدون ! تحدث معهم إلى ان ملَّ .. كان في القوم رجلان آمنا به .. أحدهما كان ( عابد ) والآخر كان ( عالما ) .. توجه يونس إلى الرجل الأول ( العابد) ليستشيره في أمر القوم .. ماذا يصنع معهم ؟! فأشار عليه أطلب من ربك أن ينزل عليهم البلاء .. وإذا بنبي الله يونس استحسن المشورة .. فدعا الله تبارك وتعالى وخرج من قومه غاضبا .. تقول الروايات بأن الله تبارك وتعالى ضيَّق عليه الطريق .. إلى أنأوصله إلى البحر .. وصل البحر والغضب يتملكه .. صعد السفينة .. سارت السفينة قليلا وإذا بحوت عظيم يظهر أمامها .. قلبه فقط يزن طن كامل _ كما قرأت في احدى الروايات . _فإذا كان قلبه يزن طنا كاملا فكيف بجسده ؟ أي حوت هذا ؟ وأي حجم هو حجمه ؟!هنالك روايتين ..الرواية الأولى ( ان الحوت وقف امام السفينة ، واقترعوا وإذا بالقرعة تظهر على نبي الله يونس .. اعادوا القرعة مرة ثانية وثالثة وإذا بها في كل مرة تظهر على نبي الله يونس سلام الله عليه .. يونس نبي من أنبياء الله .. وبهذه المنزلة والمكانة .. كيف يدفعون به إلى الحوت ؟! هكذا ينزل الله عليه البلاء ؟! انها ارادة الرب !!أما الرواية الثانية فإنا تقول : جاءت ريح عاصفة فقالوا لابد من القاء حاجياتهم وأغراضهم في عرض البحر .. فقاموا بإلقائها .. لكن الوضع لم يستقر .. فقالوا .. لا بد أن نلقي بأحدنا .. وعملوا القرعة .. وإذا بها تظهر على يونس عليه السلام فألقوه في البحر .. و هذه الحوت العظيمة بأمر من الله التقمت يونس في بطنها ولكن جاء الأمر الإلهي ان لا تأكليه بمعنى لا تهضميه ولكن الله اوقفها هكذا .كم من الزمن بقي نبي الله يونس في الحوت ؟! تعددت الروايات في ذلك ، فرواية تقول ثلاث ساعات .. ورواية تقول ثلاثة أيام .. وأخرى تقول أربعين يوما .. بينما هنالك رواية وردت عن أمير المؤمنين عليه السلام تقول بأنه بقي في بطن الحوت تسع ساعات ونحن نأخذ بهذه الرواية . في اثناء بقائه في بطن الحوت التفت إلى نفسه .. يعني ماذا ؟! هل هو ارتكب معصية ؟! لا .. لم يرتكب معصية لأن الأنبياء معصومون وانما ما قام به يسمى ( ترك الأولى) ..ماذا يعني ترك الأولى ؟! بمعنى أن الأجدر به كان أن لا يدعو الله بإنزال البلاء على قومه .. وإن كان دعاهم للتوحيد أربعين عاما فلم يجيبوه فهو نبي ولابد له أن يصبر على بلائه ويتحمل ويبلغ رسالة ربه ، فهل هنالك نبي أُوذي كرسول الله صلى الله عليه وآله حتى أنه قال ( ما آوذي نبي مثل ما أوذيت ) .. إذ كانوا يضربونه بالحجارة والدماء تسيل من لحيته الشريفة .. الملائكة .. الجبال .. السماوات والأرض كلها تدعو رسول الله أن يدعو عليهم ولكنه أبى ذلك وكان يقول اني لم ابعث لعانا وانما بعثتُ رحمة للعالمين .. وإلا فرسول الله كان بإمكانه أن يدعو الله عليهم ويستجيب الله له .. بينما نبي الله يونس لم يستطع صبرا فدعا الله عليهم .. ولكنه ما أن وقع في الظلمة التفت إلى عمله .. حقيقة بعض الأحيان الإنسان يوقعه الله في البلاء لينبهه .. لا سيما إذا كان الانسان مؤمنا .. وليا من أولياء الله الصالحين .. العالمين العاملين .. وإلا فالأشخاص البعيدون عن الله تبارك وتعالى الله عز وجل لا يهتم لأمرهم فيمدهم في طغيانهم يعمهون .. بينما الانسان المؤمن بمجرد أن يخطئ يحصل له التنبيه الالهي .. وهكذا الأمر بالنسبة إلى نبي الله يونس .. ما ان صار في الظلمات حتى التفت إلى نفسه ودعا الله ( سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين ) حصلت لديه المعرفة بأنه ماكان يجدر به الدعاء على قومه .. لذلك دعا الله في الظلمات .. أيُ ظلمات ؟!ظلمات الحوت .. ظلمات البحر .. ظلمات الليل .. ثلاث ظلمات .. فعلى أيُّ حالة كان ؟! نادى الله .. (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )سورة الانبياء ( آية 87- 88) . ايُّها المؤمن .. عندما تنادي من أعماق قلبك يا الله .. وقد كنت وقعت في مصيبة .. أزمة .. بلاء .. تريد بها دفع الله غمك وهمك .. وما احوجنا اليوم لدفع الهموم والغموم فمن منا لا يخيم الهمُّ على قلبه ولا يجثو على صدره ؟! المؤمن مبتلى .. فإذا ما وقعت في بلاء ولجأت إلى الله عز وجل الله يُنجيك منه فهو القائل في كتابه الكريم ( فنجيناه من الغم .. وكذلك ننجي المؤمنين ) .. ولو كنت في بطن حوت .. وفي اعماق البحار فإن الله يستجيب للنداء .ولو كنت عاصي .. فالله تبارك وتعالى أرحم الراحمين .. فهذا قوم يونس الملحد .. ما أن نزل عليهم البلاء حتى توجهو الى ( العالم ) .. ماذا نصنع ؟! قال لهم فرقوا بين النساء والرجال .. الشيوخ والأطفال .. والبهائم .. واستغفروا الله ليرفع عنكم العذاب .. وبالفعل توجهوا إلى الصحراء .. يستغفرون الله .. ويسألونه الرحمه .. وكيف لا يرحمهم وهو الرحمة المطلقة ؟! فكشف الله العذاب عنهم .. وما ان عاد يونس من رحلته في الظلمات .. تصور أن القوم هلك وإذا به يجدهم يوحدون لله تبارك وتعالى ! فخاطبه الله عز وجل يا يونس تريد تهلك مائة الف من عبادي !؟ هؤلاء عبادي أبيدهم ؟! كيف يخرجهم من الظلمات الى النور ؟!الله ولي الذين امنوا .. عندما تكون الولاية الله فإن أول عمل يعمله الله لمتوليه ( اخراجهم من الظلمات الى النور ) .. فكما قلنا في المقدمة أن هذه الظلمات يجلبها الانسان الى نفسه بمعاصيه واتباع الهوى والشيطان . الإمام الحسين نور الله في الأرض نقرأ في زيارة الامام الحسين عليه السلام ( أشهد انك كنت نوراً في الأصلاب الشامخه والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ) .. الحُسين نور الله في الأرض .. فإذا كان الحسين كله نورانيه .. والحسين كله عطاء .. فما بالك من يلتف حوله لا يتنور بنوره ؟! والله لو ان الكون التف حول مجالس الحسين واتبعوا نور الحسين لما بقي أحد في الظلمات !أمير المؤمنين صاحب النور العظيم يروي التاريخ بأن رسول الله صلى الله عليه وآله جلس في المدينة عشر سنوات ولم يذهب للحج ، وفي سنته الأخيرة توجه إلى حج بيت الله الحرام وأرسل خالد ابن الوليد إلى اليمن مبلغاً .. ليدخل الكفار إلى دين الله .. توجه خالد إلى اليمن .. بقي هنالك أسبوع .. شهر .. شهرين .. إلى أن بلغت إقامته فيها إلى ستة أشهر .. ولم يستجب شخص واحد لدعوته ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله مخاطبا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ( يا أبا الحسن اذهب اليهم وادعهم إلى الإيمان. ذهب أمير المؤمنين إلى اليمن .. أيُّها الشيعة .. أيُّها المسلمون .. أيُّها العالم .. في يوم واحد خطب فيهم أمير المؤمنين جعل أكبر قبيلة يمنينة يقال لها ( حمدان ) أو ( همدان) تقول ( أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) . هذا هو علي .. هذا هو صاحب النور .. صاحب الايمان .. قد يتسائل البعض .. لماذا رسول الله صلى الله عليه وآله أرسل خالد ابن الوليد أولا ؟! رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يُتم الحجة .. وليبين للناس أن فاقد الشيء لا يعطيه . ومن يريد أن يخرج الآخرين من الظلمات الى النور لابد أن يكون قلبه كله نور و ايمان ليمنحه للآخرين. كعب .. نموذج تاريخي للشباب عندما أراد رسول الله التوجه إلى غزوة تبوك طلب من المسلمين أن يجهزوا أنفسهم .. جهز المسلمون أنفسهم بينما كعب الشاب المسلم لم يجهز نفسه تعلل أنه سيجهز نفسه فيما بعد .. إلى أن خرج رسول الله وبمعيته المسلمين وكعب لا يزال في المدينة .. قال بعد يوم التحق بركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فلما انقضى ذلك اليوم قال .. سألحق بهم في اليوم التالي .. وهكذا جلس يُسوف ويُسوف .. إلى أن بقي فقط النساء والمتخلفون عن الرسول صلى الله عليه وآله .. هكذا هو الشيطان يدفع بالانسان إلى التسويف في التوبة .. ( فيرجئون التوبة بطول الأمل ) إلى أن تأتي ساعة الصفر ! وبعدها لا ينفع الندم !! رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم افتقد ( كعب ) من بين الأصحاب .. فسأل أصحابه أين هو ( كعب ) فقال أحد الأصحاب .. أنه رجل دنيا ! فز معاد مدافعاً ( انه رجلٌ مؤمن ) .. هذه هي البطولة الايمانية .. هذا هو الايمان .. وهذا هو الموقف الايماني الحق .. عندما يُذكر أمامك أحد الأخوة المؤمنون بسوء تُدافع عنهم بكل قوة ولا تخشى في الله لومة لائم .. هنا محك الأختبار .. ففي الدفاع عن حقوق الآخرين لابد أن لا نتبع ( المجاملة ) ونخشى .. كن كمعاذ اذ قال ( انه رجل مؤمن .. ولكنه قد عرض له عارض ) فلنتعلم من قاعدة أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ( احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل ) والله لو اتخذنا هذه القاعدة ، قاعدة عامة في تعاملاتنا الاجتماعية لأصحبت مجتمعاتنا بخير . انتهت الحرب وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله .. فجاء المتخلفون من الأصحاب والمنافقين .. يبررون موقفهم عند رسول الله صلى الله عليه وآله .. متعللين بعدم مقدرتهم على اللحاق بركبه صلى الله عليه وآله .. بينما كعب وقف مع نفسه لحظة صمت فهو لم يشأ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فوقف أمام الرسول صلى الله عليه وآله بكل حياء وخجل مطرقٌ برأسه .. سيدي يا رسول الله .. انني لم آتي لتسويفي .. ففي كل يوم كنت أعقد النية اني سألتحق بركبكم في اليوم التالي إلى أن انتهت المعركة وأقفلتم عائدين ..اثنين من الصحابة قالوا له انتظر أمر الله .. بعد يومين نزل الأمين جبرئيل .. بأن عقابهم أن لا يكلمهم أحدا لأربعين يوما .. اعتكفوا في بيوتهم .. بينما كعب كان يخرج ويأتي إلى مسجد رسول الله .. رغم مقاطعة الجميع له .. ضاقت الدنيا في عينه .. لوقوعه في الظلمات رغم ايمانه .. فالشيطان سلب منه النور بتسويفه .. انتهت المدّة المحددة .. فنزل الأمر الإلهي أن يعتزلون النساء .. زوجته تبتعد عنه خمسين يوما .. قال له رسول الله صلى الله عليه وآله استغفر الله ليتوب عليك .. وهكذا استغفروا ربهم فتاب عليهم .. فأخرجهم الله من الظلمات بنور رسول الله صلى الله عليه وآله .. فليكن تعاملنا مع أبنائنا كتعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع الشباب .. فرسول الله صلى الله عليه وآله سمح لكعب ببيان حجته بكل صراحة .. فكم نحن اليوم بحاجة إلى الجلوس مع أبنائنا والأصغاء إلى مشاكلهم التي توقعهم في الظلمات .. ايُّها الآباء .. أيّتُها الأمهات ..لو تعلمون كم من المشاكل التربوية تصلني من ابنائكم وفتياتكم تحكي واقعا مريراً يعصف بمجتمعنا العربي .. وهو غياب ( فن الحوار والاصغاء معهم ) .. ان المراهق لديه شخصيته المستقلة التي تؤهله للحوار والحديث هلاَّ حاولتم الجلوس معه عند كل خطيئة يخطئها ؟! أم كيف عالجتم مشاكله ؟ بالعنف أم بالحرمان ؟! العلماء المختصين يقولون بأن أهم شيء للعلاقات الإجتماعية هو ( فن الاصغاء ) فلنحاول ايجاده في علاقاتنا وتعاملنا مع أبنائنا لنخرجهم من الظلمات الى النور . حِكاية نبي الله موسى مع السامري .. ذهب موسى عليه السلام لجلب ألواح التوارة بعد أن وعدهم يعود اليهم في اليوم الثلاثين .. فتأخر يوم .. أثنين .. ثلاثة .. ,, في اليوم الخامس أو السادس طلب السامري من القوم أن يأتوا اليه بالذهب ليصنع لهم عجلا يعبدونه .. صنع السامري العجل وجعل له خوار .. وأصبح ستة مائة ألف نفر يعبدونه وارتدوا عن دين الله بعد ان انقذهم موسى من فرعون .. وبعد معجزة السحرة والبحر .. جاء الأمر الإلهي بالعقاب .. أن يقتُل بعضهم بعضا .. فجاء الليل لبسوا الأكفان وأخذوا يقتلون بعضهم بعضا بالسيوف .. هنا التفاته لك انت الإنسان المؤمن .. لا تفرح بإيمانك .. فالمهم هو الثبات على المبدأ .. الثبات على الإيمان .. وإلا فالشيطان لا يترك المؤمن وكل ما ازداد ايمان العبد كلما امتحنه الله فتارة يمتحنه بالمال .. تارة بالشهرة .. تارة بالنساء .. فبرصيصا العابد .. الم يكن من عُباد الله الزهاد .. ؟!من هو برصيصا وما هي حِكايته ؟! برصيصا العابد كان من عباد بني اسرائيل .. الناس كانت تلجأ اليه بدلا من الطبيب .. فبدعائه يبرئ المريض .. لكن الشيطان لا يترك الإنسان مهما بلغ من مراتب ايمانية عالية .. فوسوس له في نفسه .. وأخرجه من النور إلى الظلمات .. فقد ارتكب الفاحشة مع امرأة مريضة .. وبعد ان فعل فعلته قتلها ودفنها .. جاء اخوتها ينشدونه عنها .. ولما تبينت الحقيقة للملك هدموا صومعته وقرروا اعدامه في الساحة .. وعندما بدءوا بوضع حبل المشنقة في رأسه .. وإذا بالشيطان يأتي له .. ( انا الذي أوقعتك في ذلك .. اذا كنت تريد أن اخلصك من ذلك اسجد لي !) قال برصيصا ( وكيف اسجد لك وانا معلق في المشنقة ؟! قال الشيطان ( بإيمائة من رأسك ) .. فسجد له برأسه .. فبصق الشيطان في وجهه .. وقُتل برصيصا وولى إلى جهنم وبئس المصير .. هذا الرجل العابد الذي قضى مائة عام من عمره في طاعة الله ..المعصية في ساعة واحدة أبعدته عن نور الله .. لتدخله في الظلمات .. فالله الله في عبادتكم .. فلا ينزغ الشيطان قلوبكم بعد اذ هداكم الله .. فالعبودية تعني الانسجام مع الله ,, مع الكون .. مع الروح .. مع الذات .. فإذا كنت تقر بالعبودية لله .. وكنت عبدا حقيقا راقب أعمالك .. أفكارك .. سلوكك .. أخلاقك .. هل تمثل العبودية لله ؟! أم لا ؟! وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين . | |
|
admin مدير عام
عدد المساهمات : 768 تاريخ التسجيل : 18/08/2009
| موضوع: رد: الليلة الرابعة من محاضرات سماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ الجمعة مارس 26, 2010 5:11 am | |
| مشكوووووووووووووور
اخوي
على
الموضوووووووووووع
الله يوفقك
| |
|
فتى الجبل
عدد المساهمات : 788 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| موضوع: رد: الليلة الرابعة من محاضرات سماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ الجمعة مارس 26, 2010 2:38 pm | |
| العفو اخوي ويسلمو على المرور الدائم نورت الصفحه | |
|
عاشقت الحسين
عدد المساهمات : 220 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| موضوع: رد: الليلة الرابعة من محاضرات سماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ الجمعة مايو 14, 2010 4:08 am | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووور | |
|
فتى الجبل
عدد المساهمات : 788 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| موضوع: رد: الليلة الرابعة من محاضرات سماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ الجمعة مايو 14, 2010 5:11 pm | |
| العفو خيتي عاشقت الحسين ويسلمو على المرور نورتي | |
|