ما ينطق به القلم..
فصحاء ولا ندري !!
بعض الكلمات الفصيحة أصابتها العامة بشيء من الحذف والتبديل ، وهناك ألفاظ يظن الناس أنها حديثة ، إلا أنها قديمة معروفة !
ومن فصيح العامية قولهم : "فلان إنحاش" وهي بمعنى فر أو نفر من الشيء ، قال ذو الرمة وهو شاعر أموي :
وبيضاء لاتنحاش منا وأمها *** إذا ما راتنا زيل منا زويلها
أراد بالبيضاء :بيضة النعامة ،وأمها هي النعامة ، فالبيضة لا تنحاش أي تفر ولكن أمها بالطبع تفر وتنحاش ، وفلان ما ينحاش من فلان أي مايكترث له وكل ذلك فصيح.أما "أشوى" الشائعة في العامية فهي التي يقولها بعضهم إذا أفلت من شيء لايريده كأن تقول له :" فلان قابلك؟ فيقول :لا فتقول : أشوى يعني أحسن أو أهون أو أيسر أو أزين أنه ما صار. قال جرير :
وليست لسيفي في العظام بقية ***وللسيف أشوى وقعة من لسانيا
يعني أن سيفه أهون وأخف ضرراٍ من لسانه ، ولسانه هو الذي ينبغي أن يحذره
وقول القائل إذا طلب منه شيء"على راسي وعيني" أو إذا اشتدت على أحد في شيء تقول "مافينا ياأمي ارحميني" وهو أسلوب عربي فصيح وردا في الشعر القديم وشاهد هذا الأسلوب ما ينسب
لمجنون ليلى : وليلى ماكفاها الهجر حتى *** أباحت في الهوى عرضي وديني
فقلت لها ارحمي ضعفي فقالت *** وهل في الحب يا أمي ارحميني
وهكذا يطول الأمر ولوتتبعنا ذلك لضاق بنا القارىء العزيز ولكن تكفينا اللمحة والدلالة